السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد
لله الذي
اصطفى من عباده من أورثهم كتابه, و الصلاة و
السلام على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الذي
نزل عليه الروح الأمين
بالكتاب المبين, الذي جعله
الله أفضل الأذكار
نتقرب به إليه, و رفع به ذكر
نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و ذكر أمته
بين الأُمم إلى يوم الدين.
و
يا إخواني في الله..... قد أمر الله نبيه
صلى الله عليه و سلم أن يقرأ القرأن على الناس على مكث فكان صلى الله عليه
و سلم خير التالين و خير المجودين لهذا
الكتاب قراءة و صوتا. و لقد كان فيه
أسوة حسنة في أدائه لكتاب الله و
تلاوته.
و
قد توارث عنه ذلك خلف عن سلف و ما يزال القرأن
يقرأ غَضََّا طريا إلى زماننا هذا.
و
قد جعل العلماء لهذا الكتاب قواعد حفظوا بها تلاوته و أداءه سموها علم التجويد التي أمست حصنا
حصينا لحفظ هذا الكتاب, و ألفت التأليف
الكثيرة في هذا العلم.
إخواني
في الله ..... إن علم التجويد من العلوم التي يجب
على كل مسلم أن يتعلمها و يتعني بها , و ذلك لتعلقه بعبادة مطلوبة من كل واحد بعينه و هي
قراءة القرأن الكريم.
إخواني
في الله .....و قراءة القرأن الكريم لها
صفة معينة و طريقة خاصة
نقلت إلينا بأعلى درجات الرواية و هي المشافهة, حيث يأخذ القارئ من المقرئ
و تنتهي السلسلة إلى النبي صلى الله عليه و سلم, و النبي أخذها من جبريل
عليه السلام حيث كان يلقنه القرأن و يعلمه إياه , و جبريل أخذها من رب
العزة و الجلال , و هذا هو ما أشار إليه ابن الجزري بقوله :
لأنه
به الإله أنزلا ¤
و هكذا منه إلينا وصلا
إخواني
في الله .....و صفة القراءة هذه التي اصطلحوا تسميتها ( تجويد القرأن ) مستاقة من
لغة العرب , إذ القرأن أنزل بها فهو عربي في اللفظ و المعنى و في اللهجة, و العرب
كانت لها لهجات في طريقة النطق تختلف من قبيلة إلى أخرى , إلا أن القرأن نزل
بأفصحها و هي لغة قريش و لهجتها, و نطق به
أفصح العرب صلى الله عليه و سلم, و نحن في ( التجويد ) ننطق بالقرأن بأفصح لهجة عربية
حيث نتبع لهجة النبي صلى الله عليه و سلم و نطقه و ما أقرأ به أبي بن كعب و
عبد الله بن مسعود و زيد بن ثابت و غيرهم من
قراءة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
إخواني
في الله.....من اشتغل بقراءة القرأن, و فهم معناه , و تعلم علومه, فإنه أفضل الناس
و خيرهم. قال صلى الله عليه و سلم : ( خيركم من تعلم القرأن و علمه ) رواه البخاري
و
من جوده, و أحسن قراءته, و حافظ على ما حفظه منه و صار في كل ذلك متقنا ماهرا فإنه
مرتبة الملائكة, قال صلى الله عليه و سلم ( الماهر في القرأن مع السفرة الكرام البررة ) رواه البخاري و مسلم.
و كان أول من امتثل أمر
ربه, و اشتغل بتلاوة القرأن سيدنا رسول الله
صلى الله عليه و سلم.
كَفَيٌتُ بهذا كلامي ,,,
إن وجدتم الصواب فمن الله , و إن وجدتم الخطيئات فمن عندي نفسي.
اللهم
اجعل القرأن شفاء صدورنا و جلاء همومنا و أحزاننا و ذكرنا منه ما نسينا و علمنا منه
ما جهلنا و ارزقنا تلاوته أناء الليل و أطراف النهار.
و
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
Tidak ada komentar:
Posting Komentar